وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > أخبار السفارة
كلمة سعادة السفير تشانغ هوا في حفل افتتاح مستشفى الصداقة اليمنية الصينية
2014-05-27 15:40

فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي

اصحاب معالي الوزراء

السيدات و السادة

السلام عليكم،

مع اقتراب عيد الوحدة اليمنية، أولا يطيب لي أن أتقدم بالتهاني الحارة الي فخامة الرئيس والحكومة اليمنية والشعب اليمني الصديق متمنيا لعملية الانتقال السياسي في اليمن التقدم بشكل سلس، والازدهار للبلاد و السلام للشعب اليمني. في عشية العيد الوطني اليمني  نشهد معا هنا الافتتاح الرسمي لمستشفى الصداقة اليمنية الصينية والذي يدل على المغزى الخاص للصداقة اليمنية الصينية. ويمكن القول إن هذا المستشفى يحمل الصداقة العميقة للشعب الصيني تجاه الشعب اليمني ويعتبر المستشفى معلما جديدا في تاريخ علاقات الصداقة الصينية اليمنية.

خلال زيارة فخامة نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد/ شي جين بينغ (حينئذ) إلى اليمن في عام 2008 ، توصلت الحكومتان الصينية و اليمنية الي اتفاق بتقديم الجانب الصيني منحة لبناء مستشفى حديث و شامل في اليمن. وخلال السنوات الست الماضية، تغلبت الحكومتان الصينية واليمنية و المهندسون و الإداريون على صعوبات متنوعة ، خاصة الأزمة السياسية في اليمن عام 2011 و تمكنوا من اكمال أعمال البناء والديكور وتركيب المعدات في المستشفى، لانجاز بناء مستشفى شامل يمتلك 120 سرير و أقسام متكاملة و معدات حديثة. فبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر للذين بذلوا جهودا لبناء هذا المستشفى. وهذا المستشفى على وشك استقبال المرضى، واثق بانه سيقدم مساهمة جديدة لمجال الصحة في اليمن. وفي المستقبل القريب سيعمل الأطباء والممرضات الصينيون في هذا المستشفى، ويتحملون مهمة سامية متمثلة في علاج الجرحى و إنقاذ الأرواح مع الأطباء اليمنيين.

يتحدث كثير من الأصدقاء اليمنيين و العالميين عندما التقى بهم عن هذا المستشفى و المكتبة الوطنية الكبرى التي تبنى الآن. واقول لهم بفخر إن رموز الصداقة عميقة أكثر من هذا بين البلدين. فمنذ طريق الحرير البحري قبل أكثر من ألف سنة والذي فتح التواصل بين البلدين المتباعدين وامتد الي زيارة البحار الصيني المشهور تشن خه إلي عدن خلال رحلته الى المحيط الهندي قبل أكثر من 600 سنة و حتى السنوات 58 الأخيرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، فان الصداقة و التعاون هو محور علاقة البلدين. ومنذ أواخر الخمسينيات في القرن الماضي، وصلوا كثير من الصينيين الي هذه البلد القديمة والبعيدة وبنوا بأيديهم الكادة أول طريق حديث وأول مدرسة حديثة ومصنع الغزل و النسيج وجسر الصداقة وغيرها من المشاريع التي تلمس معيشة الشعب اليمني .  وأنقذ وعالج الأطباء والممرضات الصينيون ملايين من المواطنين اليمنيين منذ 48 سنة، واعد المدرسون الصينيون كثير من الكوادر، واعد المدربون الصينيون كثير من الأبطال العالميين و العرب لليمن ......وأثق بأنه مهما كانت التغيرات للوضع الدولي وحالة كلا البلدين، فان زهور الصداقة الصينية اليمنية ستتفتح الي الأبد.

تواجه اليمن حاليا مهمة شاقة تتمثل في عملية الانتقال السياسي وإعادة بناء الاقتصاد وتحسين معيشة حياة الشعب، ويكافح الشعب الصيني لتحقيق الحلم الصيني المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية. ورغم البعد بين البلدين والاختلاف الكبير لحالة البلدين و العادات والتقاليد، ولكن هذا لا يحول أبدا دون تحقيق الهدف المشترك لشعبيي البلدين ألا وهو الجري وراء ازدهار البلاد وسعادة شعبها، ولا يؤثر هذا على قيام البلدين بالتعاون المثمر في كافة المجالات. تدعم الصين بثبات العملية الانتقالية السياسية في اليمن وتدفع اليمن لتحقيق الاستقرار و التنمية وستواصل  تقديم ما في وسعها من المساعدات الي اليمن و تعميق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وتوسيع التعاون العملي في مجالات الاقتصاد و التجارة و الثقافة والتعليم والصحة وغيرها من المجالات، لخدمة البلدين و شعبيهما.

وفي النهاية، يطيب لي أن أتقدم مرة أخرى بالتهاني الي الضيوف الكرام و كافة الشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني للوحدة اليمنية.

وأتمنى للصداقة اليمنية الصينية وارفة الظلال إلى الأبد.

شكرا.

 
أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة